الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

هل الخلافة بالبطش والإرهاب ؟!

لعل أبرز العورات التي كشف عنها الدواعش والفكر الإرهابي تحت يافطة الإسلام في مجتمعاتنا هو ما يسمى بالإسلام السياسي، والكلام عن الإسلام السياسي كمفهوم متداول ضمن سياقات المصالح والمكاسب السياسية والسلطوية مع ما تحمل في بوتقتها من مقايضات ومساومات وتسويات تفرضها البراغماتية والمكيافيلية السياسية هي أبعد ما يكون عن الإسلام الحقيقي كدين حنيف رؤوف بالإنسان و يقوم على المحبة والتسامح والإنفتاح والسلام.
فهذا الإسلام السياسي لطالما أساء إلى جوهر الدين الإسلامي الذي انزله رب العالمين رحمة ورأفة للبشر قاطبة، فكما المسيحية السياسية التي استخدمها الصليبيون ومن بعدهم الأنظمة الإمبريالية في غزواتهم وحروبهم الإستعمارية غير آبهين برسالة المحبة والإنسانية المسيحية التي تشظت وتضررت كثيرا جراء هذا التوطيف السياسي الخاطئ للدين المسيحي في مشاريع سياسية لا تمت بصلة إليه، كذلك هو الأمر مع ما يسمى بالإسلام السياسي في الدين الإسلامي.
فمع انتهاء عصر الخلفاء الراشدين ابتعدت الدولة الإسلامية عن روحية الإسلام الحقيقية في العدل والمساواة وإحقاق الحق بين المحكومين، فبعد أن كان الحكم في عهد الخلفاء الراشدين يتسم بالعدل والزهد واعتماد المشورة وانتقال السلطة تحول مع قيام الدولة الأموية إلى دولة الملك والقهر والغلبة التي ترتكز سلوكياتها عى النمط والنسق الملكي المستبد الذي يورث ويتميز بسلطة الحاكم المطلقة وتفرده بقيادة السلطة والإستئثار بالحكم والهيمنة على كافة مفاصل الدولة هذا فضلاً عن مظاهر البذخ والترف والرفاهية الموجودة في أي ملكية أو امبراطورية عرفتها العصور الغابرة.
وبالتالي لا شرعية لأي دولة تتخذ من الإسلام عنوانا وشعارا لها طالما أنه يعتريها شذوذا وخروجا عن القيم والمفاهيم والمبادئ التي سادة دولة الخلفاء الراشدين التي انقضت بعد الإنقلاب الأموي الذي وضع حدا لتلك الممارسة التي اختفت مع التاريخ والتي لم يعد لها وجود سوى من الناحية المبدئية والنظرية. وما يجري اليوم من حراك أصولي متشدد هو أبعد ما يكون عن قيم ومفاهيم ومبادئ الدولة الإسلامية التي طواها الزمن ولم يعد لها وجود واقعي منذ انتهاء عصر الخلفاء الرشدين وكل من يتم التنظير له على صعيد الدولة الإسلامية هو شذوذ وانحراف وتشويه لصورة الإسلام ولمفهوم الدولة الإسلامية التي لا مجال لتكرارها ضمن اسقاطات التكفير وممارسة الاكراه المرتدة والبعيدة كل البعد عن نمط الحياة والنموذج الثقافي اللذين أسسهما الإسلام الحقيقي في كنف دولة الراشدين التي كانت العدالة المحدد الأساسي لشرعيتها وأهليتها في ممارسة شؤون الحكم والسلطة، ومثل هذه الدولة لا مجال لتكرار تجربتها لا في الشكل ولا في المضمون ولا على مستوى القيادات والشخصيات والمؤهلات والخبرات السياسية والفقهية.
وهنا وقفة للمحقق الصرخي الحسني على هذا الإسلام المزيف السياسي ضمن سلسلة محاضراته العقائدية التاريخية جاء فيها :
روي عن البخاري (لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم تجتمع عليه الأمة)
وقد اختلف العلماء في تعيين الاثنى عشر خليفة المذكورين في الحديث وارجح الاقوال في ذلك ما قاله القاضي عياض رحمه الله ويحتمل ان يكون المراد ان يكون الاثنا عشر في مدة عزة الخلافة وقوة الاسلام واستقامة اموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الطرق (كلهم تجتمع عليه الامة ) انتهى كلام البخاري
وهنا تعليق للمحقق الصرخي الحسني حيث يقول :
هل عزة الخلافة بالاجرام والارهاب فممكن أي حكومة من الحكومات الدكتاتورية تثبت عندها القوة والعزة فإذاً نقول عزة الخلافة تثبت عزة الحكومة تثبت وإرهاب الحكم يثبت وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة ، اذا كيف تتحقق قوة الإسلام ؟هل بالبطش والإرهاب والمكر والتأمر والتدخل في شؤون الدول وشن الحروب والتأسيس للقتال بين الشعوب ؟وكيف تستقيم أمور الدين أو أمور الإسلام ؟

الجمعة، 10 نوفمبر 2017

يلزمون الناس بالإيمان بدولة الخلافة والكفر بالمهدي ...

تعتقد المذاهب الاسلامية على تعددها أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال. وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك:
1-
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
2-
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، 3- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه.
وقال الشوكاني: "والأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول..." انتهى.وهنا يخاطب المحقق الصرخي الحسني المارقة الدواعش قائلا :تحت عنوان الدولة المارقة وبغض المهدي... الخطوة الأولى: سؤال بديهي يرد على ذهن كل إنسان وهو أنّ من يدعي أننا في آخر الزمان، وأن الجهاد وتأسيس الدولة واجب (كما يقول أصحاب الدولة، كما يفعل أصحاب الدولة، كما يشيع أصحاب الدولة) والالتحاق بها واجب وفرض عين، لأنها دولة الخلافة، دولة العدل التي وعدنا بها الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم، فلماذا نجد هؤلاء قد قطعت ألسنتهم وصمت آذانهم وعميت أعينهم عن اسم وعنوان المهدي؟ فهل ينفون المهدي جملة وتفصيلًا ويرفضون ويبطلون كل ما جاء عن المهدي من أحاديث وروايات وآثار وتاريخ أو إنه نفاق وبغض لخاتم النبيين وآله الطاهرين وصحبه المرضيين ومخالفة لسنتهم وسيرتهم ونهجهم القويم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟.
مقتبس من المحاضرة {1} من بحث " الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
9
محرم 1438 هـ - 11 / 10 / 2016