الأحد، 30 أبريل 2017

مصادر المعرفة عند جون لوك في منظور محمد باقر الصدر

جون لوك
وهو الممثل الاساسي للنظرية الحسية والتجريبية ورايه في نظرية المعرفة ان المعارف تقسم الى :
أ‌-       المعرفة الوجدانية وهي : المعرفة التي لا يحتاج الفكر في سبيل الحصول عليها الى ملاحظة شيء اخر كمعرفتنا بان الواحد نصف الاثنين .
ب‌- المعرفة التأملية وهي لا تحصل من دون استعانة بمعلومات سابقة كمعرفتنا بان مجموع زوايا المثلثل يساوي قائمتين .
ت‌- المعرفة الناشئة من وقوع الحس على المعنى المعلوم .

ويعتقد (لوك) ان المعرفة الوجدانية معرفة حقيقية ذات قيمة كاملة من الناحية الفلسفية وكذلك المعرفة التاملية التي يمكن توضيحها باستدلال صحيح .واما المعرفة الحسية فلا قيمة لها فلسفيا وان كانت معتبرة في مقاييس الحياة العملية .ونظرا لذلك لم يؤمن موضوعيا بجميع خواص المادة المدركة بالحس ، بل اعتبر بعضها خواصا حقيقية موضوعية كالشكل والامتداد والحركة واعتبر بعضها الاخر انفعالا ذاتيا كاللون والطعم والرائحة وما اليها من صفات .
ونظرية (لوك) هذه في المعرفة ووزنها الفلسفي لا يتفق مع رايه الخاص في تحليل المعرفة وذلك ان الادراك في زعم (لوك)  يرجع كله الى الحس والتجربة وحتى المعارف البديهية –كمبدا عدم التناقض ونحوه من المبادى الاساسية في الفكر البشري – لم توجد لدى الانسان الا عن هذا الطريق .وهذا الحس الذي هو المصدر الاساسي لتلك الادراكات ليس ذا قيمة فلسفية قاطعة في نظرية المعرفة عند (لوك) والنتيجة الطبيعية لذلك هي :
الشك المطلق في قيمة كل معرفة انسانية لانها ليست في حقيقتها ونواتها الاساسية الا ادراكا حسيا اكتسب بالتجربة الظاهرية او  الباطنية .
وهكذا يبدو ان تنويعه للمعرفة الى اقسام ثلاثة والتفريق بينها من ناحية الاعتبار الفلسفي يتناقض مع الاسس التي اقامها .
كما ان تقسيمه لخواص الاجسام المحسوسة الى طائفتين – كما فعل ديكارت –ليس منطقيا على اسسه ، وان كان منطقيا الى حد ما على اساس ديكارت ذلك ان ديكارت كان يقسم المعرفة : الى عقلية وحسية ويؤمن باعتبار الاولى من ناحية فلسفية دون الثانية وقد زعم ان فكرة الاناسن عن بعض خواص الجسم من الافكار العقلية الفطرية وفكرته عن بعضها الاخر حسية ،فصح له بسبب ذلك ان ينوع تلك الخواص الى اولية وثانوية ، ويؤمن بان الخواص الاولية حقيقية وموضوعية دون الخواص الثانوية .واما (جون لوك) فقد  بدا بناءه الفلسفي بابعاد الافكار الفطرية والايمان بسيادة الحس على الادراك كله فخواص الاجسام لا سبيل الى ادراكها الا الحس ،فما هو الفارق الفلسفي بين بعضها والبعض الاخر ؟!





الأربعاء، 26 أبريل 2017

فلسفة ديكارت بمنظور محمد باقر الصدر


ديكارت هو من اقطاب الفلاسفة العقليين ومؤسسي النهضة الفلسفية في اوربا . بدا فلسفته بالشك والشك الجارف العاصف لان الافكار متضاربة فهي - اذن- في معرض الخطا ، والاحساسات خداعة في كثير من الاحيان فهي - ايضا - ساقطة من الحساب وبهذا وذاك تثور عاصفة الشك فتقتلع العالم المادي والمعنوي معا ما دام الطريق اليهما هو الفكر والاحساس .
ويؤكد (ديكارت) على ضرورة هذا الشك المطلق ويدلل على منطقيته بأن من الجائز ان يكون الانسان واقعا في رحمة قوة تهيمن على وجوده وعقله وتحاول خداعه وتضليله فتوحي اليه بافكار مقلوبة عن الواقع وادراكات خاطئة .ومهما كانت هذه الافكار والادراكات واضحة فلا نستطيع استبعاد هذا الفرض الذي يضطرنا الى اتخاذ الشك مذهبا مطرداً.

ولكن ديكارت يستثني حقيقة واحدة تصمد في وجه العاصفة ولا تقوى على زعزعتها تيارات الشك وهي (فكره) فانه حقيقة واقعة لا شك فيها ولا يزيدها الشك الا ثباتا ووضوحا لان الشك ليس الا لونا من الوان الفكر ، وحتى تلك القوة الخداعة لو كان لها وجود فهي لا تستطيع ان تخدعنا في ايماننا بهذا الفكر لانها انما تخدعنا عن طريق الايحاء بالتفكير الخاطى الينا ، ومعنى ذلك : ان التفكير حقيقة ثابتة على كل حال سواء اكانت مسالة الفكر الانساني مسالة خداع وتضليل ام مسالة فهم وتحقيق .

وتكون هذه الحقيقة في فلسفة ديكارت حجر الزاوية ونقطة الانطلاق لليقين الفلسفي الذي حاول ان يخرج به من التصور الى الوجود ومن الذاتية الى الموضوعية بل حاول ان يثبت عن طريق تلك الحقيقة الذات والموضوع معا فبدا بذاته واستدل على وجودها بتلك الحقيقة قائلا : ((انا افكر ، فانا - اذن - موجود ))
وقد يلاحظ على ديكارت في هذا الاستدلال : انه يحتوي - لا شعوريا- على الايمان بحقائق لا زالت حتى الان في موضع الشك عنده فان هذا الاستدلال تعبير غير فني عن الشكل الاول من القياس في المنطق الارسطي ويرجع -فنيا- الى الصيغة الاتية :  ((انا افكر ، وكل مفكر موجود ،فانا موجود ))
ولاجل ان يصح هذا الاستدلال عند ديكارت يجب ان يؤمن بالمنطق ويعتقد بان الشكل الاول من القياس منتج صحيح في انتاجه مع انه لا يزال الشك مهيمنا في عقله على جميع المعارف والحقائق ومنها المنطق وقوانينه .
ولكن الواقع الذي يجب ان ننبه عليه هو : ان ديكارت لم يكن يحس بحاجة الى الايمان بالاشكال القياسية في المنطق حين بدا المرحلة الاستدلالية من تفكيره بـ ((انا افكر ، فانا - اذن - موجود )) بل كان يرى ان معرفة وجوده عن طريق فكره ، امر بديهي لا يحتاج الى تشكيل قياس والتصديق بصغراه وكبراه .
ولما كانت هذه القضية صادقة لانها بديهية بشكل لا يقبل الشك فكل ما هو على درجتها في البداهة صادق ايضا وبهذا عطف قضية اخرى على البديهية الاولى ، وسلم بانها حقيقة وهي : ان الشيء لا يخرج من لا شيء .
وبعد ان امن بالناحية الذاتية اخذ في اثبات الواقع الموضوعي فرتب الافكار الانسانية في ثلاث طوائف :
الاولى: افكار غريزية او فطرية وهي : الافكار الطبيعية في الانسان التي تبدو في غاية الوضوح والجلاء كفكرة الله والحركة والامتداد والنفس .

الثانية:افكار غامضة تحدث في الفكر بمناسبة حركات واردة على الحواس من الخارج وليست لها اصالة في الفكر الانساني .
الثالثة : افكار مختلقة وهي : الافكار التي يصطنعها الانسان ويركبها من افكاره الاخرى كصورة انسان له راسان .
واخذ اول  ما اخذ فكرة (الله) من الطائفة الاولى فقرر انها فكرة ذات حقيقة موضوعية اذ هي في حقيقتها الموضوعية تفوق الانسان المفكر وكل ما فيه من افكار لانه ناقص محدود وفكرة (الله) هي فكرة الكامل المطلق الذي لا نهاية له .ولما كان قد امن سلفا بان الشيء لا يخرج من لا شيء فهو يعرف ان لهذه الصورة الفطرية في فكره سببا ولا يمكن ان يكون هو السبب لها لانها اكبر منه واكمل والشيء لا يجي اكبر من سببه والا لكانت الزيادة في المسبب قد نشات من لا شيء . فيجب ان تكون الفكرة منبثقة عن الكائن اللانهائي الذي يوازيها كمالا وعظمة وذلك الكائن هو اول حقيقة موضوعية خارجية تعترف بها فلسفة (ديكارت) وهي (الله).
وعن طريق هذا الكائن الكامل المطلق اثبت ان كل فكر فطري في الطبيعة الانسانية فهو صادق يحتوي على حقيقة موضوعية لان الافكار العقلية - الطائفة الاولى - صادرة عن الله فاذا لم تكن صادقة كان تزويد الله للانسان بها خدعة وكذبا وهو مستحيل على الكامل المطلق .
ولاجل ذلك امن ديكارت بالمعرفة الفطرية (العقلية) للانسان وانها معرفة صحيحة وصادقة ولم يؤمن بغير تلك الافكار الفطرية من الافكار التي تنشا باسباب خارجية وكان من نتيجة هذا ان قسم الافكار عن الماديات الى قسمين :
احدهما الافكار الفطرية كفكرة الامتداد 
والاخر افكار طارئة تعبر عن انفعالات خاصة للنفس بالمؤثرات الخارجية كفكرة :الصوت والرائحة والضوء والطعم والحرارة واللون .

فتلك كيفيات اولية حقيقية وهذه كيفيات ثانوية لا تعبر عن حقائق موضوعية وانما تتمثل في انفعالات ذاتية فهي صور ذهنية تتعاقب وتثور في دنيا الذهن بتاثير الاجسام الخارجية ولا يشابهها شيء من تلك الاجسام .
هذا عرض خاطف جدا لنظرية المعرفة عند ديكارت .
ويجب ان نعرف قبل كل شيء ان القاعدة الاساسية التي اقام عليها مذهبه ويقينه الفلسفي وهي : (( انا افكر ،فانا-اذن - موجود ))
قد نقضت في الفلسفة الاسلامية قبل ديكارت بعدة قرون ،حين عرضها الشيخ الرئيس ابن سينا ونقدها : بانها لا يمكن ان تعتبر اسلوبا من الاستدلال العلمي على وجود الانسان المفكر ذاته ، فليس للانسان ان يبرهن على وجوده عن طريق فكره ، لانه حين يقول (( انا افكر ،فانا موجود)) ان كان يريد ان يبرهن على وجوده بـ (فكره الخاص) فقط فقد اثبت وجوده الخاص من اول الامر واعترف بوجوده في نفس الجملة الاولى . وان كان يريد ان يجعل (الفكر المطلق) دليلا على وجوده فهو خطا لان الفكر المطلق يحكم بوجود مفكر مطلق لا مفكر خاص واذن فالوجود الخاص لكل مفكر يجب ان يكون معلوما له علما اوليا بصرف النظر عن جميع الاعتبارات بما فيها شكه وفكره .
وبعد ذلك نرى ديكارت يقيم صرح الوجود كله على نقطة واحدة وهي : ان الافكار التي خلقها الله في الانسان تدل على حقائق موضوعية ، فلو لم تكن مصيبة  في ذلك لكان الله خادعا والخداع مستحيل عليه .
وبسهولة يمكن ان نتبين الخلط بين المعرفة التأملية والمعرفة العملية في برهانه فان قضية (الخداع مستحيل) هي ترجمة غير الامينة لقضية (الخداع قبيح) وهذه القضية ليست قضية فلسفية وانما هي فكرة عملية فكيف شك (ديكارت) في كل شيء ولم يشك في هذه المعرفة العملية التي جعلها اساسا للمعرفة التأملية الفلسفية ؟!!
اضف الى ذلك ان تسلسل المعرفة في مذهب ديكارت ينطوي على دور واضح فانه حين امن بالمسالة الالهية اقام ايمانه هذا على قضية يفترض صدقها سلفا وهي : ان الشيء لا يخرج من لا شيء وهذه القضية تحتاج بدورها الى اثبات المسالة الالهية لتكون مضمونة الصدق فما لم يثبت ان الانسان محكوم لقوة حكيمة غير مخادعة لا يجوز لديكارت ان يثق بهذه القضية ويقضي على شكه في سيطرة قوة خداعة للفكر الانساني .

الجمعة، 21 أبريل 2017

أي تأريخ إسلامي يفتخر به أئمة التيمية الدواعش؟!!!

مما يؤسف له أن التدليس صار معتاداً عند الملسمين ويزداد شدة وابتعاداً عن الواقع كلما تقدم الزمن وكأن الكذب صار دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم حيث يكتب كل منهم بما يماشي هواه ومذهبه وطائفته ومصالحه ومنافعه وبما يوافق السلطان الذي يعاصره.
فالمنهج التكفيري التيمي يسلك طريقاً مغايراً للعدالة وللسيرة الإسلامية المحمدية فهو يضفي صفة القداسة والصلاح لقادة مجرمين سفاحين لا يراعون لأحد حرمة أبداً
ومن هؤلاء الملك العادل وهو أخو القائد صلاح الدين الأيوبي الذي أهداه الرازي كتابه أساس التقديس وقد امتدحه ابن تيمية أيضاً فلنتابع الموارد التالية لنعرف أكثر ونزداد يقيناً في معرفة حقيقة المقياس والميزان المعتمد في تقييم الحوادث المواقف والرجال والأشخاص
حيث ينقل ابن الأثير عن الرازي الذي أهدى كتابه إلى أبي بكر بن أيوب أخو صلاح الدين الأيوبي فقال :حيث قال الرازي (( وإني وإن كنت ساكناً في أقصى بلاد المشرق إلا أني سمعت أهل المشرق والمغرب مطبقين متفقين على أن السلطان المعظم العالم العادل المجاهد سيف الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين أفضل سلاطين الحق واليقين
 << أبا بكر بن أيوب>>لا زالت آيات راياته في تقوية الدين الحق والمذهب الصدق ... يقول ابن الأثير عن هذا السلطان العادل (... وكان العادل وملك انكلتار يجتمعان بعد ذلك ويتجاريان حديث الصلح وطلب من العادل أن يسمعه غناء المسلمين فاحضر له مغنية تضرب بالجنك فغنت له فاستحسن ذلك ولم يتم بينهما صلح وكان ملك انكلتار يفعل ذلك خديعة ومكر )وهنا يعجب المحقق الصرخي الحسني بقوله هذه جلسات السمر والطرب والخمور والفجور كانت في زمن الدولة الصلاحية الناصرية القدسية وتبين أن الغناء والطرب والرقص الإسلامي أفضل من الفرنجي الصليبي !!!)
فهل ياترى هل المذاهب وأئمتها أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والإمام جعفر الصادق (رضي الله عنهم وعليهم السلام ) يحللون الغناء وشرب الخمر ؟!! الجواب واضح !!!
فالكلام والنظرة التأريخية هي تحت عنوان الدين والمنصب الديني الذي يحتم على صاحبه العدل والإنصاف والأمر والنهي والصلاح .
المصدر
المحاضرة (34) من بحث ( وقفات مع .... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمحقق الإسلامي الصرخي.
https://www.youtube.com/watch?v=0kOdkWGuoE0

السبت، 8 أبريل 2017

المرجع الصرخي .. التيميون المدلِّسون يُلمِّعون صور أئمتهم المارقة!!!


إن ما نعرفه ويعرفه جميع المسلمين هو أن من واجبات الإمام الراعي السلطان الحاكم الإسلامي هو تقديم رعاية مصالح المسلمين على مصالحه الشخصية بينما المصالح الشخصية تطغى على المصالح الإسلامية عند أئمة شيخ الإسلام ابن تيمية
هذا ماكشف عنه المحقق الصرخي الحسني في محاضراته التأريخية (وقَفَات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري )..أسطورة (11): الله شَابٌّ أَمْرَد جَعْدٌ قَطَطٌ..صحَّحه تيمية!!!..أسطورة (2): تجسيم وتقليد وجهل وتشويش..أسطورة (35): الفتنة.. رأس الكفر.. قرن الشيطان!!!: الكلام في جهات: الجهة الأولى..الجهة الثانية..الجهة السابعة: الجَهمي والمجسّم هل يتّفقان؟!!..الأمر الرابع: الملك العادل أبو بكر بن أيوب (الأيّوبي): نطَّلع هنا على بعض ما يتعلَّق بالملك العادل، وهو أخو القائد صلاح الدين، وهو الذي أهداه الرازي كتابه أساس التقديس، وقد امتدحه ابن تيمية أيضًا، فلنتابع الموارد التالية لنعرف أكثر ونزداد يقينًا في معرفة حقيقة المقياس والميزان المعتمد في تقييم الحوادث والمواقف والرجال والأشخاص، فبعد الانتهاء مِن الكلام عن صلاح الدين وعمه شيركوه ندخل في الحديث عن الملك العادل، فبعد التوكل على الله (تعالى) يكون الكلام في موارد: المورد1..المورد2..المورد22: الكامل10/(262): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّمِائَة (604هـ)]: [ذِكْرُ غَارَاتِ الْفِرِنْجِ بِالشَّامِ]: قال ابن الأثير: {{1ـ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَثُرَ الْفِرِنْجُ الَّذِينَ بِطَرَابُلُسَ وَحِصْنِ الْأَكْرَادِ، وَأَكْثَرُوا الْإِغَارَةَ عَلَى بَلَدِ حِمْصَ وَوِلَايَاتِهَا، وَنَازَلُوا مَدِينَةَ حِمْصَ، وَكَانَ جَمْعُهُمْ كَثِيرًا. 2ـ فَلَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِهَا أَسَدِ الدِّينِ شِيرِكُوهْ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرِكُوهْ بِهِمْ قُوَّةٌ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهِمْ وَمَنْعِهِمْ، فَاسْتَنْجَدَ الظَّاهِرَ غَازِيَ، صَاحِبَ حَلَبَ، وَغَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الشَّامِ، فَلَمْ يُنْجِدْهُ إِلَّا الظَّاهِرُ، فَإِنَّهُ سَيَّرَ لَهُ عَسْكَرًا أَقَامُوا عِنْدَهُ، وَمَنَعُوا الْفِرِنْجَ عَنْ وِلَايَتِهِ. 3ـ ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ الْعَادِلَ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ بِالْعَسَاكِرِ الْكَثِيرَةِ، وَقَصَدَ مَدِينَةَ عَكَّا، فَصَالَحَهُ صَاحِبُهَا الْفِرِنْجِيُّ عَلَى قَاعِدَةٍ اسْتَقَرَّتْ مِنْ إِطْلَاقِ أَسْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ. 4ـ ثُمَّ سَارَ(العادل) إِلَى حِمْصَ، فَنَزَلَ عَلَى بُحَيْرَةِ قَدَسَ، وَجَاءَتْهُ عَسَاكِرُ الشَّرْقِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ، وَدَخَلَ إِلَى بِلَادِ طَرَابُلُسَ، وَحَاصَرَ مَوْضِعًا يُسَمَّى الْقُلَيْعَاتِ، أَخَذَهُ صُلْحًا وَأَطْلَقَ صَاحِبَهُ، وَغَنِمَ مَا فِيهِ مِنْ دَوَابَّ وَسِلَاحٍ، وَخَرَّبَهُ. 5ـ وَتَقَدَّمَ (العادل) إِلَى طَرَابُلُسَ فَنَهَبَ، وَأَحْرَقَ وَسَبَى وَغَنِمَ، وَعَادَ، وَكَانَتْ مُدَّةُ مَقَامِهِ فِي بَلَدِ الْفِرِنْجِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، وَعَادَ إِلَى بُحَيْرَةِ قَدَس. 6ـ وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفِرِنْجِ فِي الصُّلْحِ، فَلَمْ تَسْتَقِرَّ قَاعِدَةٌ وَدَخَلَ الشِّتَاءُ، وَعَادَ إِلَى دِمَشْقَ فَشَتَّى بِهَا، وَعَادَتْ عَسَاكِرُ دِيَارِ الْجَزِيرَةِ إِلَى أَمَاكِنِهَا. 7ـ وَكَانَ سَبَبُ خُرُوجِهِ مِنْ مِصْرَ بِالْعَسَاكِرِ أَنَّ أَهْلَ قُبْرُسَ مِنَ الْفِرِنْجِ أَخَذُوا عِدَّةَ قِطَعٍ مِنْ أُسْطُولِ مِصْرَ، وَأَسَرُوا مَنْ فِيهَا. [[تنبيه: لاحظ ذكاء ابن الأثير في الكتابة فإنه يريد الإشارة هنا الى أن العادل لم يخرج مِن أجل ما حصل على حمص وتوابعها، ولم يثأر لهم، ولم يَنْجُدْ شيركوه حفيد عمّه شيركوه، لكنّه خرج مِن أجل أسرى مِن أتباعه أسَرَهُم الفِرِنج!!!]]..11..}}..المورد23...
مقتبس من المحاضرة {30} من #بحث : " وقفات مع....#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري"#بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التأريخ_الإسلاميللسيد #الصرخي-الحسني 2 رجب الأصب 1438 هـ - 31 -3-2017 م
https://www.youtube.com/watch?v=r_3VO83Mrc8
https://www.youtube.com/watch?v=GliIR65p_pk&t=20s
https://www.youtube.com/watch?v=YX7paT2ISaQ