الجمعة، 4 أغسطس 2017

بين سلوك السلطان ومنهج ائمة التيمية ضاعت البلاد الاسلامية



ان المتتبع لسيرة وسلوك المجتمع الاسلامي قبيل سقوط بغداد وغيرها من البلاد الاسلامية بيد التتار المغول يجد بان هذا الحدث شيء طبيعي ونتيجة حتمية لما الت اليه الاوضاع في هذا المجتمع فانتشار الخمر والغلمان والراقصات والمجون والكثير من الموبقات التي كان سبب انتشارها وازدهارها في المجتمع الاسلامي هم السلاطين والخلفاء العباسيين وتجاهل وعاظ السلاطين عما يفعل السلطان من موبقات بل الاكثر من ذلك امتداح السلطان الفاجر وتخريج  افعاله الموبقة بحيلة شرعة او ما شابه ذلك من خلال ائمة التيمية .
حيث يذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية (11/291) ((ان احدهم قال عن غلامه الخصي :ضياع هذا الغلام مني اشد علي من اخذ بغداد من يدي بل ارض العراق كلها)) .


وكما يقال فالناس على دين ملوكها  وان 
كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص 
كما وكشف المحقق الصرخي الحسني خلال محاضرته الـ 47 من بحثه ( وقفات مع… توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) والتي ألقاها مساء السبت 27 شوال 1438 هـ – 22-7-2017 م ، جانباً آخر من تدليسات التيمية من خلال تساؤله لمبتدعة التيمية المدلسين حول هذه الحقائق التاريخية التي ينقلها ابن الأثير في الكامل من أحداث ومصائب وويلات وخراب ودمار ونهب وسلب وقتل وقع بالمسلمين وبلدانهم نتيجة لانهزامية وفشل أئمة التيمية وسلاطينهم الذين يقدّسونهم ويعدّونهم حملة للواء الإسلام والتوحيد والجهاد كما في دول الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة والعباسيين والأمويين بالرغم من الانحراف والشذوذ الأخلاقي والمجون والغدر والخيانة والصراعات السلطوية الدنيوية التي كان يتصف بها هؤلاء الأئمة والخلفاء والقادة والزعماء

ونتيجة لذلك طمع بهم الغزاة المحتلون مثل التتار والمغول بينما يحاول مدلسة التيمية البحث عن مفلس وشخصية لا تأثير و لاعلاقة لها بمواقف أئمتهم ليحملونها مسؤولية الهزيمة والخيانة كما حملوا هزيمة وانهيار وسقوط بغداد بوجود خليفتهم المستعصم المنشغل بالخمر والنساء وعدم اتخاذه اي تدابير احترازية للتصدي للمغول مع علمه وعلم الجميع بما فيهم مؤرخو التيمية وهم يؤرخون الأحداث قبل سقوط بغداد بأربعين عامًا حول تحرك المغول وسيطرتهم على البلدان الاسلامية ووصولهم لنواحي العراق
وهاهو ابن الاثير ينقل لنا احداث بلد خوارزم وما تعرض له المسلمون آنذاك بقوله :
(وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَهْلِهِ أَحَدٌ الْبَتَّةَ، فَإِنَّ غَيْرَهُ مِنَ الْبِلَادِ قَدْ كَانَ يَسْلَمُ بَعْضُ أَهْلِهِ، مِنْهُمْ مَنْ يَخْتَفِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْرُبُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ ثُمَّ يَسْلَمُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْقِي نَفْسَهُ بَيْنَ الْقَتْلَى فَيَنْجُو، وَأَمَّا أَهْلُ خُوَارَزْمَ فَمَنِ اخْتَفَى مِنَ التَّتَرِ غَرَّقَهُ الْمَاءُ أَوْ قَتَلَهُ الْهَدْمُ، فَأَصْبَحَتْ خَرَابًا يَبَابًا وَهَذَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ وَحَدِيثِهِ، فَلَقَدْ عَمَّتْ هَذِهِ الْمُصِيبَةُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا، لِأَنَّ الْقَاصِدِينَ مِنَ التُّجَّارِ وَغَيْرِهِمْ كَانُوا كَثِيرًا، مَضَى الْجَمِيعُ تَحْتَ السَّيْفِ).
واختم كلامي بأبيات من الشعر للامام الشافعي رحمه الله حيث قال
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

رابط المحاضرة الـ 47 من بحثه ( وقفات مع… توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها المحقق الصرخي الحسني مساء السبت 27 شوال 1438 هـ – 22-7-2017 م
http://cutt.us/49MNo

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق