الاثنين، 5 يونيو 2017

محمد باقر الصدر ينفي كون المبدا القائل (الصدفة هي بنفي ان يكون الاتفاق دائميا او اكثريا ) بانه مبدا عقلي قبلي اولي لارسطو طاليس

يؤمن ارسطو طاليس بان المعارف العقلية تقسم الى قسمين :
معارف اولية /والتي هي المعلومات التي توجد بداهة في الذهن البشري من قبيل مبدا عدم التناقض .
والمعارف الثانوية /وهي المعلومات التي تستنتج من المعلومات الاولية من قبيل زوايا المثلث تساوي قائمتين .
فكل معرفة تنتمي للقسم الاول لا يمكن البرهنة عليها لانها اولية وليست مستنتجة . وكل معرفة تنتمي للقسم الثاني  تحتاج الى برهنة عليها عن طريق المعلومات الاولية والمنطق الارسطي يرى ان التجربة والتي هي عبارة عن مشاهدات متكررة يضاف اليها القياس الخفي والذي هو يعتبر الصدفة التي تؤكد ان الوقوع المتكرر على نهج واحد لا يكون اتفاقيا .والتي يعتبرها ارسطو بانها من المعارف الاولية التي لايمكن ان تستنتج
ولما كانت القضية التجريبية  من فئات القضايا الاولية .
فالمنطق الارسطي بحكم اعتباره للقضية التجريبية اولية وبحكم ايمانه بان كل تجربة يجب ان يدخل فيها ذلك المبدا العقلي الذي ينفي تكرر الصدفة النسبية لا بد ان يكون مؤمنا بان هذا المبدا يمثل معرفة عقلية اولية ومن اجل ذلك لا يجد حاجة الى الاستدلال عليه .
وهنا مادمنا قد حصلنا على تصور محدد لمفهوم المنطق الارسطي عن مبدا ينفي تكرر الصدفة النسبية وانها تعتبر كمبدا عدم التناقض فقد يكون بالامكان التاكد من خطا المنطق الارسطي في اعتقاده هذا بمجرد تصوره تصورا دقيقا لان المبدا الذي يقدمه لنا المنطق الارسطي – بوصفه مبدا اوليا – هل ينفي تكرر الصدفة النسبية على مستوى الوقوع فحسب اي انه ينفي وقوع هذا التكرار او ينفي الامكان ويقرر استحالة تكرر الصدفة النسبية ؟
فان كان المبدا الارسطي يقرر استحالة تكرر الصدفة النسبية كما يقرر مبدا عدم التناقض استحالة التناقض فبسهولة يمكننا ان ندرك ان هذا المبدا غير موجود في عقولنا  لانا جميعا نميز بين مبدا عدم التناقض ومبدا عدم تكرر الصدفة النسبية ، فان عالمنا الواقعي الذي نعيش فيه وان لم يوجد فيه تناقض ولا تكرر مستمر في الصدفة النسبية على خط  طويل  ، ولكننا ندرك انه ليس بالامكان ان يوجد التناقض فيه لانه مستحيل ولهذا لا يمكن ان نتصور عالما تتعايش فيه الاشياء مع اعدامها  في وقت واحد وليس كذلك مع التكرر المستمر في الصدفة النسبية فانه – رغم عدم وقوعه في عالمنا هذا – لا ندرك استحالة مطلقة فيه وبامكاننا من الناحية النظرية ان نتصور عالما تتكرر فيه الصدفة النسبية باستمرار وتتعايش فيه تلك الصدف المتكررة بسلام .
واذا كان المبدا الارسطي ينفي تكرر الصدفة النسبية في عالمنا الذي نعيشه مع الاعتراف بامكان تكررها فمن الطبيعي ان لا يكون هذا المبدا من المبادى العقلية الاولية المستقلة عن التجربة لان هذه المبادى –حينما تنفى او تثبت- تستند دائما الى الاستحالة والضرورة واذا ما ادركنا امكان شيء ما فكيف نستطيع ان ننفي وقوعه بصورة منفصلة عن الحس والتجربة ؟


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق