الجمعة، 28 يوليو 2017

بين تفليس وبغداد تنقلب الموازين عند أئمة التيمية ‏.

بقلم :محمد الخطيب


قال تعالى :{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ‏وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}الرحمن‏
الميزان هو العدل والحق الذي ينضبط به كل شيء في حياتنا ،فإذا اختل الميزان اختل كل شيء ، ‏والميزان في الأشياء الحسية (كالسلع والأطعمة) إذا اختل كسدت الأسواق وفسدت ؛ إذا عُرفَ عن ‏سوقٍ من الأسواق أن فيها غشًا وسرقةً في الميزان خربت هذه السوق وأفلس أهلها !!‏
‏ وكذلك الميزان في المعنويات كما قال – سبحانه -: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ ‏وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } الحديد: 52
هذا هو ميزان الله – عز وجل – الذي يجب أن توزن به الأمور والأشياء، وأن يكون هو المصدر ‏الذي ينطلق منه المسلم في وزنه لكل الأمور؛ لأنه الميزان العادل الشامل، المبرأ من الجهل والهوى ‏والنقص والظلم .‏
ولكن في المقابل نرى الازدواجية وانقلاب الموازين عند أئمة التيمية في حكمهم على الأحداث حيث أكد المحقق الصرخي الحسني على أن الازدواجية التي يتعامل بها مدلسة التيمية وأئمة المنهج التيمي من ‏خلال تعاملهم مع الوقائع والأحداث التاريخية وتبريراتهم يكون على أساس دوافعهم الطائفية والتكفيرية ، ففي ‏الوقت الذي يحمّلون الوزير الشيعي ابن العلقمي مسؤولية سقوط بغداد على يد التتار ، ووفق تهمة ‏وافتراء أنه كان يُكاتب ويُراسل المغول ويطمعهم في غزو بغداد دون أن يحمّلوا المسؤولية خليفتهم ‏المستعصم ووزراءه وقادة الجيش لانهزاميتهم وفشلهم مع علمهم بتحرك المغول قبل سنوات من ‏سقوط بغداد ووصولهم لنواحي العراق ورسل هولاكو تصول وتجول في بغداد والتحذيرات والنصائح ‏قدمت ووصلت للمستعصم إلا أنه كان يتجاهل ذلك ومنشغلًا بالخمر والراقصات التي تسليه بل راح ‏يستفز هولاكو عملًا بنصيحة وزراءه المماليك دون يتخذ أي تدابير احترازية للتصدي له.‎
من جهة أخرى أيضًا لو تابعنا الأحداث التاريخية التي سبقت سقوط بغداد بسنوات عديدة لوجدنا أن ‏علماء ووجهاء وقادة مسلمين في مدينة تفليس كانوا تحت سطوة جيش جلال الدين أحد السلاطين ‏والأئمة الذين يقدسهم التيمية قد كاتبوا الكرج وهم قوم كفار وراسلوهم واشتكوا من إساءات ‏العسكر لهم وطلبوا منهم ان يتملكوهم ويملّكوهم البلد‎
فينقل ابن الأثير في الكامل قائلًا‎:
‏سنة (624هـ)]: [ذِكْرُ دُخُولِ الْكُرْجِ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ وَإِحْرَاقِهَا]:‏‎
أ ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَصَلَ الْكُرْجُ مَدِينَةَ تِفْلِيسَ، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ ‏الْعَسْكَرِ الْإِسْلَامِيِّ مَنْ ‏يَقُومُ بِحِمَايَتِهَا، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ جَلَالَ الدِّينِ لَمَّا عَادَ مِنْ خِلَاطَ، ‏كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، وَأَوْقَعَ بِالْإِيوَانِيَّةِ، فَرَّقَ ‏عَسَاكِرَهُ إِلَى الْمَوَاضِعِ الْحَارَّةِ الْكَثِيرَةِ الْمَرْعَى، ‏لِيُشَتُّوا بِهَا. ‏‎
ب ـ وَكَانَ عَسْكَرُهُ قَدْ أَسَاؤوا السِّيرَةَ فِي رَعِيَّةِ تِفْلِيسَ، وَهُمْ مُسْلِمُونَ، وَعَسَفُوهُمْ، ‏فَكَاتَبُوا الْكُرْجَ ‏يَسْتَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِمْ لِيُمَلِّكُوهُمُ الْبَلَدَ. ‏‎
وعلى اثر ذلك أكد المحقق الأستاذ ازدواجية المقاييس في منهج ابن تيمية قائلا ً‎:
‏‎[[ ‎مسلمون بعلمائهم ورموزهم وقادتهم قد كاتبوا الكُرج الكفّار واستدعوهم لغزو ‏بلادهم، بل سلّموها ‏لهم وملّكوها لهم‎!!!
واضاف‎ :
وحسب مقاييس المدلِّسة ومنهج ابن تيمية، لا ‏يُعتَبر ذلك الفعل خيانة وعمالة وعلقميّة، بل هو عمل ‏مُبَرَّر لأنّ عسكر جلال الدين قد ‏أساؤوا لأهل مدينة تِفليس‎!!!
وتابع‎ :
سبحان الله هل تقارن إساءة هؤلاء لتفليس بما فعله ‏الدويدار والشرابي وابن الخليفة وعساكرهم مِن ‏منكرات وقبائح وإجرام وانتهاك ‏الأعراض والمحرَّمات والمجازر والإبادات في الشيعة في كرخ ‏بغداد؟‎!!
وتسائل قائلاً‎ :
فكيف ‏تبرِّرون لأهل تفليس استعانتهم بالكفّار، بينما تستنكرون ذلك على ابن العلقمي؟!! هذا ‏على ‏فرض صحّة أكذوبة ابن تيمية وافترائه على ابن العلقمي!!!]]. ‏
المصدر
http://cutt.us/egxw

هناك 8 تعليقات :

  1. تحليل رائع ودقيق ..بوركت هذه الجهود النوعية لهكذا مفكرين اسلاميين...وخاصة المحقق الصرخي .

    ردحذف
  2. تحليل رائع ودقيق ..بوركت هذه الجهود النوعية لهكذا مفكرين اسلاميين...وخاصة المحقق الصرخي .

    ردحذف

  3. تنظيم داعش يعمل لصالح كل جهة أو دولة تدفع له وتقدم له الدعم المالي والعسكري وما يتناسب مع مصالحهم ومنافعهم وهذا ليس بجديد على هؤلاء المارقة القتلة المجرمين بل هي سنة أئمتهم شيوخهم وزعمائهم

    ردحذف
  4. يبقى السيد الصرخي مرجعا وعلماً ساطعاً وأن كل أفكاره هي تهدف الى نبذ الفرقة بين ألاديان ويجب أن يجتمعوا تحت لواء لا اله الا الله محمد رسول الله ويجب أن نكون قولا وفعلاً لا فقط كلام يجري على اللسان يجب أن يكون له تطبيق على أرض الواقع من خلال محاضرات او توجيهات تهدف الى نبذ التفرقة بين المسلمين عامة

    ردحذف
  5. كل فكر منحرف لايمكن التخلص منه عسكريا دون ان تتصدى له فكريا وهذا ما انتهجه السيد الاستاذ الصرخي حيث تصدى لفكر ابن تيمية وابطل افكاره وخرافاته التي اتخذها داعش منهج له ليصبوا نار غضبهم وحقدهم على المسلمين بحجة فتاوي ابن تيمية المخرف وقد بان تراجع الانضمام لهذا التنظيم المتطرف الارهابي وعزوف الشباب المسلم للالتحاق بالتنظيم بسبب محاضرات السيد الاستاذ الصرخي بعد عن عجز الرد عليه علماء التيمية الوهابية ...

    ردحذف
  6. لقد كشف المحقق الكبير الاستاذ الصرخي بعد جهد في التحقيق والبحث خواء عقيدة التيمية وفراغها وبنائها على الخيال والوهم والتدليس من خلال استدلال علمي لموروثهم الثقافي والادبي ومناقشاتهم ومبانيهم وبقراءة موضوعية كشف خزعبلاتهم واساطيرهم

    ردحذف
  7. يبررون لانفسهم وهم في قمة السفالة والانحطاط احسنت اخي الكاتب

    ردحذف
  8. نعم هولاء التيميه المدلسون الارهابيون يعتمدون على استغفال الناس السذج والمغررين بهم لتفجير المساجد وكل من يخالف نهجهم فيجب على الجميع المسلمين والمثقفين ومحبين الخير والسلام للانسانية جمعاء كشف وفضح منهجهم المنحرف

    ردحذف