الأحد، 22 يناير 2017

ميزان الصرخي بين فخرالدين الرازي وابن تيمية الحراني


للوصول إلى الحق فلا بد من التجرد في طلب الحق، والحذر من التعصب والهوى، وإظهار الغلبة والمجادلة بالباطل. يقول الإمام الغزالي عند ذكره لعلامات طلب الحق: "أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة، لا يفرّق بين أن تظهر الضالة على يده، أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا، ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق " .
ومن بين أهداف الوصول إلى الحق إقامة الحجة والتي هي الغاية من الحوار إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي. والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
وكشف الشبهات والرد على الأباطيل، لإظهار الحق وإزهاق الباطل، كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ ( الأنعام: 55).
وهنا يبرز المحقق الديني الصرخي الحسني في محاضراته الدينية العلمية والتي حملة عنوان (الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول) والتي تحمل في طياتها الكثير من النقاشات والمواضيع العقدية والتأريخية التي قل نظيرها في الساحة الفكرية اليوم ...
ومن بين تلك النقاشات ما طرحه الصرخي حول قضية التقديس و التوحيد بين ما يتبناه الفيلسوف الرازي الأشعري السني وبين ابن تيمية الحراني السلفي كما ويؤكد الصرخي الحسني أن الغاية من هذه المحاضرات والنقاشات هي من أجل تقريب الروى وتقليص الدماء المباحة بسبب الاختلاف الفكري العقدي الديني حيث يقول المرجع الصرخي : (( نقول ونكرر: نحن نتعامل الآن مع ابن تيمية كشخص وكعنوان؛ لأنّ الكتب سجّلت باِسمه لكنّنا نعتقد ونرجّح أنّ جُلّ ما نُسب إليه هو لم يصدر منه أصلًا فلذلك نقول: غفر الله له إنْ كان كلّ هذا الكلام قد دسّه ونسبه إليه المدلّسة من أتباعه، ماذا نفعل نحن، نحن نريد أن ندفع الشبهات، نريد أن نبرئ الذمّة أمام الله سبحانه وتعالى بأننا سعينا من أجل ايقاف نزيف الدماء، التقليل من نزيف الدماء، التقليل من التغرير بأبنائنا وأعزائنا من السنة ومن الشيعة، من أهل العراق ومن غير أهل العراق، من المسلمين هنا أو من المسلمين هناك، لا فرق عندنا، نريد أن نرضي الله سبحانه وتعالى ))...
يقول المرجع الصرخي : الإمام الرازي السنّي الأشعري يكشف متاهات حشْو الكلام في كتاب تيمية بيان تلبيس الجهميّة!!!
حيث قال المحقق الصرخي في أسطورة (28): أين الثرى وأين الثريا…ابن تيمية والفخر الرازي؟!!
الكلام في خطوتين:الخطوة 1: أساس التقديس للفخر الرازي: نذكر هنا بعض الكلام الذي يرجِع إلى بحث {بيان تلبيس التيمية…} ، لحاجتنا إليه في بيان تماميّة ما نريد تثبيتَه مِن دليل، ولدفع ما يُحتمل مِن شبهات، وسنذكر لكم باختصار مضمون كتاب العالم الشيخ الإمام الرازي وإشارات إلى منهج البحث العلمي فيه، وأترك لكم المقارنة بين الرازي الفيلسوف العالم ومنهجه العلمي وبين ابن تيمية الجاهل المقلّد الالتقاطي ومنهجه في العشوائية والاضطراب والالتقاطيّة والتدليس، وبالله نستعين: الإمام الرازي السنّي الأشعري (المتوفي606هـ)، قال في كتابه (أساس التقديس): ورتبته على أربعة أقسام : القسم الأول: في الدلائل الدالة على أنّه (تعالى) منزَّه عن الجسمية والحيِّز، القسم الثاني: في تأويل المتشابهات مِن الأخبـار والآيـات، القسم الثالث: في تقرير مذهب السلف، القسم الرابع: في بقية الكلام في هذا الباب، القسم الأوّل: في الدلائل الدالة على أنّه (تعـالى) منزّه عن الجسمية والحيز: الفصل الأوّل [القسم الأوّل: الفصل الأوّل]: في تقرير المقدمات التي يجب ايرادها قبل الخوض في الدلائل، وهى ثلاثـة: المقـدمة الأولى: في إثبات موجود لا يشار إليه بالحَسّ: [[أي أنّ الله موجودٌ وغير حالّ في العالَم ولا مباين عن العالم، بحَسَب الجهة]]… فنقول: الذي يدل على أنّ هذه المقدمات ليست بديهيّة
وجوه: [الوجه] الثامن: إنّ خصومنا لا بدّ لهم مِن الاعتراف بوجود شيء على خلاف حكم الحس والخيال، وذلك لأنّ خصومنا في هذا الباب إمّا الكراميّة أو الحنابلة، أمّا الكراميّة: فإنا إذا قلنا لهم: لو كان الله (تعالى) مشارًا إليه بالحَسّ (الحِسّ)، لكان ذلك الشيء:
(أ) إمّا أن يكون منقسمًا، فيكون مركبًا، وأنتم لا تقولون بذلك،
(ب) وإمّا أن يكون غيرَ منقسم، فيكون في الصِّغْرِ والحقارة مثلَ النقطة التي لا تنقسم، ومثلَ الجزءِ الذي لا يتجزأ، وأنتم لا تقولون بذلك، وعند هذا الكلام قالوا: إنّه واحد منزَّه عن التركيب والتأليف، ومع هذا، فإنّه ليس بصغير أو حقّير، ومعلوم: أنّ هذا الذي التزموه ممّا لا يقبله الحَّسّ (الحِسّ) والخيال، بل لا يقبله العقل أيضًا، لأنّ المشار إليه بحسب الحَسّ:
(أ) إن حصل له امتداد في الجهات والأحياز، كان أحد جانبيه مغايرًا للجانب الثاني، وهذا يوجب الانقسام في بديهية العقل.

(ب) وإن لم يحصل له امتداد في شيء مِن الجهات، لا في اليمين ولا في اليسار ولا في الفوق ولا في التحت، كان نقطة غير منقسمة، وكان في غاية الصِّغْرِ والحقارة، وإذا لم يبعد عندهم التزام كونه غير قابل للقسمة، مع كونه عظيمًا، غير متناه في الامتداد، مع أنّ هذا الجمع (كان هذا جمعًا) بين النفي والإثبات، ومدفوع في بدائِه العقول، فكيف حكموا بأنّ القول، (بكونه (تعالى) غير حال [في العالم]، ولا مباين عنه بحسب الجهة)، مدفوع في بدائِه العقول؟!!))
وعلق المحقق الصرخي الحسني مؤكداً للتيمية المجسمون تنزيه مولانا إمام الموحِّدين لله تعالى !!
أقول: قال علي أمير المؤمنين عليه السلام: ]] لَمْ تَرَهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاَبْصَارِ وَلَكِنْ رَأَتْهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ… قَبْلَ كُلِّ شَيء فَلاَ يُقَالُ: شَيء قَبْلَهُ، وَبَعْدَ كُلِّ شَيء فَلاَ يُقَالُ: شَيء بَعْدَهُ… هُـوَ فِي‌ الاَشْـيَاءِ كُلِّهَا غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا وَلاَ بَائِنٌ عَنْهَا… سَمِيعٌ لاَ بِآلَةٍ، بَصِيرٌ لاَ بِأَدَاةٍ، لاَ تَحْوِيهِ الاَمَاكِنُ، وَلاَ تَصْحَبُهُ الاَوْقَاتُ، وَلاَ تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ، وَلاَ تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ، سَبَقَ الاَوْقَاتَ كَوْنُهُ، وَالعَدَمَ وُجُودُهُ، وَالابْتِدَاءَ أَزَلُهُ… كَانَ رَبًّا إذْ لاَ مَرْبُوبٌ، وَإلَهًا إذْ لاَ مَأْلُوهٌ، وَعَالِمًا إذْ لاَ مَعْلُومٌ، وَسَمِيعًا إذْ لاَ مَسْمُوعٌ[[…
وأشار السيد الصرخي أن الرازي يثبت أنّ ربّ التيمية الشاب الأمرد نسخة مطوَّرة مِن المخلوقات!!!
))
فعمدة مذهب الحنابلة أنّهم متى تمسَّكوا بآية أو بخبر يوهم ظاهره شيئًا مِن الأعضاء والجوارح، صرّحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله (تعالى) على خلاف ما هو ثابت للخلق، فأثبتوا لله (تعالى) وجهًا على خلاف (بخلاف) وجوه الخلق، ويدًا على خلاف أيدي الخلق، ومعلوم أنّ اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه ممّا لا يقبلُه الخيال أو الوهم، فإذا عُقِل إثبات ذلك على خلاف الوهم والخيال، فأيّ استبعاد في القول {بأنّه (تعالى) موجود، وليس داخل العالم ولا خارج العالم، وإن كان الوهم والخيال قاصرَين عن إدراك هذا الموجود}؟!! ((
وأكد المحقق الصرخي أن الرازي في كتابه يثبت أنّ التيميّة الدواعش لا يعلمون معاني وتفسير القرآن الكريم !! ولا يفقهون قوله تعالى {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}!!
[الوجه] العاشر: إنّ معرفة أفعال الله (تعالى) وصفاته، أقرب إلى العقول، مِن معرفة ذات الله (تعالى)، ثم المشبِّهة وافقونا على أنّ معرفة أفعال الله (تعالى) وصفاته على خلاف حكم الحس والخيال… فهذه الدلائل العشرة: دالة على: {(كونه (سبحانه وتعالى) مُنزَّهًا عن الحيّز والجهة)، (ليس أمرًا يدفعه صريح العقل)}، وذلك هو تمام المطلوب، وبالله التوفيق. ونختم هذا الباب: بما روي عن أرسطاطاليس [أرسطو] أنّه كتب في أول كتابه في الإلهيات: {مَن أراد أن يشرَعَ في المعارف الإلهيّة، فليستحدث لنفسه فطرة أخرى}، قال الشيخ [ابن سينا الشيخ الرئيس] (رضي الله عنه): {{وهذا الكلام موافق للوحي والنبوة، فإنّه ذكر مراتب تكوّن الجسد في قوله (تعالى): {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ}، فلمّا آل الأمر إلى تعلق الروح بالبدن، قال: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}، وذلك كالتنبيه على أنّ كيفيّة تعلّق الروح بالبدن، ليس مثل انقلاب النطفة مِن حال إلى حال، بل هذا نوع آخر مخالف لتلك الأنواع المتقدمة، فلهذا السبب قال: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ}، وكذلك الإنسان: (أ) إذا تأمّل في أحوال الأجرام السفليّة والعلويّة وتأمل في صفاتها، فذلك له قانون. (ب) فإذا أراد أن ينتقل منها إلى معرفة الربوبيّة، وجب أن يستحدث لنفسه فطرة أخرى، وعقلًا (نهجًا) آخر، بخلاف العقل الذي اهتدى به إلى معرفة الجسمانيات}}.
وعلق السيد الصرخي مؤكداً للتيمية الدواعش أن طبيعة البحث في الربوبيّة غير طبيعة البحث في العالَم :
[[
أقول: وقال (سبحانه وتعالى): {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ , ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ,ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ , المؤمنون، وقال (تعالى): {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ, ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ , ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ }السجدة]]. [ثم قال الرازي]: وهذا آخر الكلام في هذه المقدمة. وبالله التوفيق.
جاء ذلك في المحاضرة {11} من بحث (وقفات مع .…توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي للمرجع السيد الصرخي , والتي القاها يوم الجمعة 20- 1- 2017 .
http://cutt.us/oXWTP

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق