الثلاثاء، 24 يناير 2017

انحراف أئمة المارقة التيمية عن نهج الصحابة وسيرتهم ومواقفهم في التعامل مع أهل البيت



يمثل النص التأريخي وثيقة تأريخية تساعد المتعلم أو الباحث على التركيز حول مضمون حادثة تأريخية معينة.و تحليل النص التأريخي يتطلب إلمام الدارس بمنهجية لها شروطها و ضوابطها العلمية في بحث الموضوع، و بها يتمكن الدارس من الحصول على مختلف أدوات و آليات البحث و التحليل و الإلمام بالتصورات و النظرة الكلية في فهم و تفسير و تعديل و تحليل المواضيع التأريخية واكتساب المعرفة التأريخية.ومن بين تلك الدراسات التأريخية الدراسة الباطنية « التحليل الداخلي »هذه المرحلة مهمة جداً في تحليل النصوص لأنها تبحث في العلاقات الناتجة عن الأسباب و المسببات و تمكننا من معرفة خبايا و أهداف النـص الحقيقيــة و هي تبدأ بالتحليل و الشرح و تنتهي إلى الإستنباط و الإستنتاج و النقد.
وهذا ما يراد اليوم من دراستنا لتأريخ الأمة الإسلامية التي تشرذمت بسبب التحريف والتدليس في تأريخ الإسلام لأغراض سياسية أو مذهبية خبيثة أوصلت الأمة الإسلامية اليوم إلى تكفير المسلم لأخيه المسلم وإباحة دمه وماله وعرضه وما المذهب الداعشي التيمي إلا مثالاً صارخاً لما آلت إليه أمور الأمة بسبب التدليس والتحريف في نصوص التأريخ الإسلامي 
وهنا يأتي دور المحقق العالم المنصف الذي يضع يده على تلك الأخطاء والانحرافات 
ومن بين هؤلاء المحقق الصرخي الحسني الذي يمتاز باسلوب علمي قل نظيره اليوم في الساحة الإسلامية من خلال قراءته وتحليله للنصوص التأريخية ومن بين تلك الدراسات بحثه الموسوم ( الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) 
حيث وجه المحقق الصرخي الحسني خلال محاضرته الـ 17 من بحثه ( الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) والتي ألقاها مساء السبت/ 22ربيع الثاني 1438هـ – 21/ 1/ 2017م أكثر من تساؤل مستغرباً كيفية أن يكون المواطن الذي يعد مخالفاً للحاكم والخليفة والذي حسب الفرض تنطبق عليه نصوص المخالفة لبيعة الحاكم إلى حد السيف فكيف يمكن لمثل هذا المواطن أن يفرض شروطه على الخليفة الحاكم ويستدعيه لبيته للمصالحة ويوافق الحاكم على تلك الشروط ؟!
جاء ذلك في التعليق السادس للمحقق الصرخي في معرض الاستدلال والتعليق على ماجاء في رواية السيدة عائشة “رض ” التي وردت في( البخاري / المغازي – ومسلم / الجهاد والسير ) والتي يكشف خلالها انحراف أئمة المارقة التيمية عن نهج الصحابة وسيرتهم ومواقفهم في التعامل مع أهل البيت “عليهم السلام ” ومحاولاتهم القرب والارضاء لهم بالرغم من الخلاف والاختلاف والقطيعة التي حصلت وعدم الاقرار بالبيعة والخلافة إلا أن ذلك كله لم يمنع الصحابة من محاولات القرب والارضاء للزهراء والإمام علي “عليهما السلام” .
وقال المحقق الصرخي متسائلاً على هذا الجزء من الرواية ({فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِى بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِى بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا، وَلاَ يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ} :
كيف نفسر هذا؟ هل يوجد تفسير مُقنِع يأتي به إلينا أحد؟ مواطن أخطأ بحق الحاكم الإمام الخليفة وليّ الأمر فخالف إجماع الأمّة وبقي ممتنعًا عن البيعة، بل ومحرِّضًا مع زوجته وأهلِ بيتِه ضدَّ الخليفة والسلطة الحاكمة إلى أن منّ الله عليه بالتوبة، بل اضطرَّ إلى المصالحة ولجأ اليها مُكْرَهًا، فهل يُعقل أن يكون هذا المواطن … هو الذي يفرض شروطة على الدولة . .
وأضاف المرجع :
فبالرغم من كلّ الذي حصل من فاطمة وعلي وآل النبي صلى الله عليهم وسلم نَجِدُ هذه المواقف من خلفاء المسلمين من أجلّاء الصحابة وأئمتِها تجاه عليٍّ وأهلِ بيت النبي الأطهارِ(عليهم وعلى جدّهم الصلاة والسلام)، فما بالُ المسلمين لا يقتدون بأبي بكر وعمر(رض) في هذه المواقف، وما بالُ الأكثر والسواد الأعظم انقادَ لتغريرات ومكائد وافتراءات وشيطنة الخوارج المارقة، حتّى وصل أهل الإسلام إلى ما وصلوا إليه بسبب أفكار السموم والغدر والنفاق والتكفير والتقتيل والإرهاب الداعشي المارق؟!!
http://cutt.us/yQjoX

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق